فهارس المخطوطات العمانية ومدى وفائها بمتطلبات الفهرسة الوصفية (2)

 

ظهرت الكثير من التعريفات للمخطوطات منها تعريف المشوخي[1] "أنها كل أثر علمي أو فني كتب بخط اليد رسالة كان هذا الأثر أو كتاباً- على الورق أو شبيهه قبل عصر الطباعة مع اختلاف انتشار الطباعة من قطر إلى قطر ومن عصر إلى عصر"، وعرف عبد الستار الحلوجي المخطوط العربي بأنه الكتاب المخطوط بخط عربي سواء أكان في شكل لفائف أو في شكل صحف ضم بعضها إلى بعض على هيئة دفاتر أو كراريس[2]، بينما تعريف المخطوط وفق المرسوم السلطاني رقم 70/77 الخاص بقانون حماية المخطوطات بسلطنة عمان بأنه " كل محرر أو بيان أو جزء منه أيا كانت طريقة كتابته أو لغته يتعلق موضوعه بالتراث العماني سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة ويرجع تاريخه الى خمسين سنة مضت أو أكثر من وقت نشر هذا القانون، ويعد جزءا من المخطوط مل يلحق به من غلاف أو غطاء أو وعاء لحفظه"[3]

 

وبذلك فأن المخطوط العربي هو الكتاب المخطوط بخط عربي، ويمكن أن تكون النسخة الأصلية، أو نسخة الوراقون، أو تلك النسخ المصورة أو المنسوخة.

 

الملامح المادية للمخطوط العربي

         

تميز المخطوط العربي ببعض الملامح المادية سواء في ناحية الكتابة أو نوعيتها، وشكل المخطوط، وسماته الفينة من الزخرفة والتهذيب والتجليد وغيرها، ومعرفة المعرفة المفهرس لهذه الصفات تساعده في فهرسة المخطوطات ومن أبرز هذه الملاح المادية:

- صفحة العنوان: لم يشتمل المخطوط العربي على صفحة العنوان، والتي تعتبر من المصادر الأساسية لفهرسة المصادر، لاحتوائها على العنوان، وبيان المسئولية، وبيانات النشر. وكان يذكر عنوان المخطوط ومؤلفه في بداية المخطوط أو نهايته.

- الاستهلال: وهي بداية النص، وعادة ما كان يبدأ بالبسملة، بسم الله الرحمن الرحيم ثم ذكر الهدف من التأليف، ومحتويات الكتاب.

- عنوان الفصول والعناوين الفرعية: لم يكن هناك تمييز بين الفصول وعناوينها، حيث كانت تشكل نصاً وأحداً دون تمييز في لون الحبر أو الحجم، وفيما بعد ظهر التمييز بين الفصول والعناوين الفرعية بتضخيم الخط، أو تغيير لون الحبر.[4]

- الهوامش: كان النساخ العرب يحرصون على ترك أربعة هوامش متساوية، وعلى ترك مسافات متساوية بين السطور، وبمرور الوقت بدأ قراء المخطوطات بكتابة التعليقات، وشروح وغير ذلك للتصحيح أو الإضافة، على هوامش المخطوطات وقد أطلق عليها الحواشي.

سطور المخطوطات: اختلفت أعداد السطور من ورقة إلى أخرى في نفس المخطوط وقد كان المعدل 25-30 سطراً في الحجم الصغير.

- الاختصارات: توجد في بعض المخطوطات بعض الاختصارات لبعض الكلمات مثل استعمال ثنا بدلاً من حدثنا، ونا بدلاً من أخبرنا.

- التصويبات والتصحيحات: كان الناسخ إذا أخطاء في الكتابة يقوم بشطب الخطأ ويكتب الصواب بعده، أو فوقه.

- ترقيم أوراق المخطوط: لم يكن المخطوط العربي مرقماً، وفيما بعد ظهرت طريقة التعقيبات في الترقيم: وهي أن يثبت الناسخ في نهاية الورقة تحت آخر كلمة من السطر الأخير أول كلمة في الورقة التالية، ثم جرى ترقيم الصفحات بالورقة وبعده جاء بالصفحة.

- خاتمة المخطوط: ويذكر فيها المؤلف عبارة أو بيت شعر يدل على انتهاء النص، ويمكن أن تحتوي الخاتمة على اسم الناسخ ومكان النسخ وتاريخ النسخ، أو يذكر ما يفيد الربط بين المجلد والمجلد الذي يليه في حالة المخطوط في أكثر من مجلد.

- التمليكات والإجازات والسماعات: التمليكات وهي ملاحظات تفيد ملكية الكتاب لشخص أو وقف لمسجد أو مكتبة. أما السماعات فتفيد شرح العالم لتلاميذه لكتاب ما ويقوم التلاميذ بسماعه أو هي إثبات على أن التلميذ سمع العمل بقراءة أستاذه، والإجازات هي إجازة للتلميذ لتدريس مادة الكتاب.

- أحجام المخطوطات: تعددت أحجام المخطوط العربي وإن كان في القرون الهجرية الأولى تقارب: 25×18 سم. والثانية 18×12 سم.

- الصور والرسوم: كانت المخطوطات العربية تشتمل على مجموعة من الصور والرسومات التي تناسب طبيعة موضوع الكتاب فنجدها محلاة بالخرائط والصور، وكانت هذه الرسومات ملونة بألوان عديدة.

زخرفة المخطوطات وتمليكها وتهذيبها: تعددت زخرفة وتزيين المخطوطات بين الخطوط البسيطة والرسوم الهندسية وغيرها.

- تجليد المخطوطات: حيث كان القرآن الكريم أو كتاب عربي يصنع على شكل دفتر.[5]

 

أهمية فهرسة المخطوطات

 

تعد فهرسة المخطوطات وما ينتج عنها من فهارس بكافة أنواعها وأشكالها من العمليات الفنية المهمة، لما تقدمه من بيانات تشمل الوصفية والموضوعية والذي بدوره يساهم في حصر الإنتاج الفكري من المخطوطات العربية الاسلامية، والتعريف به في المحافل الدولية وأمام الدارسين والباحثين، ليعطي صورة واضحة لتقدم الشعوب والامم في العصور التاريخية السابقة في مختلف الفنون والمعارف البشرية، بالإضافة فأن هذه الفهارس تعتبر حلقة صلة ومعبر وصول الباحثين والدارسين والمهتمين بالمخطوطات،  وهذا ما أكده المشوخي[6] في دراسته أن فهرسة المخطوطات تعتبر المعينة على إتمام عمل الباحث بسهولة ويسر للوصول الى المخطوطة. ويضيف محمد فتحي عبد الهادي[7] أن فهرسة المخطوطات تتيح عمل الدراسات والبحوث فيما يتعلق بالتاريخ الجغرافي والأدبي والفكري لموضوع معين سواء كان لمكان أو شخص، وتسهيل مهمة المحققين والناشرين للمخطوطات و المشتغلين بعمل دراسات عنها، فعن طريق الفهرس يمكن التوصل الى عدد نسخ المخطوط، وأوصافها، وأهم الموضوعات التي تندرج تحتها، وبيانات الوصف الأخرى.

 

أدوات العمل في فهرسة المخطوطات

 

يعتمد المفهرس على عدد من الأدوات في عملية فهرسة المخطوطات سواء فيما يتعلق الوصف الببليوجرافي أو نقاط الإتاحة أو الوصول، ويطلق عليها أدوات العمل الفني، والتي تساعده في أداء عمله، وتساعد على التوحيد والتقنين ومنع الاختلافات بين المفهرسين، وغالباً ما يلجأ المفهرس في المكتبات العربية الى المصادر التالية، وهي:

 

- سياسة مكتوبة لفهرسة المخطوطات، والتي تهدف الى إعطاء التعليمات والإجراءات اللازمة لمعالجة فهرسة المخطوطات، فهي المرشد التنفيذي لتوجيه وضبط الأعمال، كما أنها تقلل من تكرار الأسئلة في المشاكل المماثلة، وتعمل على ضبط الفكر والأعمال.

- قواعد الوصف الببليوجرافي: بحيث يمكن الاعتماد على قواعد الفهرسة المستخدمة في فهارس المكتبات الكبيرة، كفهرس المكتبة الأزهرية، أو فهرس دار الكتب المصرية، أو فهرس دار الكتب الظاهرية بدمشق، أو تلك القواعد التي وضعها بعض الأفراد وفي طبيعتها تناسب فهرسة المخطوطات العربية الاسلامية، أو يمكن الاعتماد على قواعد الفهرسة الأنجلو- أمريكية، خلاصة الامر يمكن وضع نموذج موحد لفهرسة المخطوطات بالاستفادة من التجارب السابقة.

- القوائم الاستنادية أو قوائم مداخل المؤلفين والأعلام العرب، وتعد قوائم الاستناد من أهم الأدوات التي تضبط وتقنن أسماء الأشخاص في فهارس المكتبات، حيث يتمكن للمفهرس من الرجوع لهذه القوائم لتحقيق مداخل المؤلفين، مثل الملف الاستنادي للفهرس العربي الموحد، أو القائمة الاستنادية لأسماء المؤلفين العمانيين لمحمد البوسعيدي، أو قوائم مداخل المؤلفين لشعبان خليفة، وقائمة السويدان وغيرها من القوائم.

- تركيبة مارك الببليوجرافية والاستنادية وذلك للمكتبات أو مراكز المعلومات التي تتعامل مع أنظمة معلومات بها صيغة مارك MARC21، والتعامل مع هذه الصيغة يساهم ويعزز عملية تبادل التسجيلات الببليوجرافية بين المكتبات.

- الببليوجرافيات الوطنية أو وفهارس المكتبات الكبرى، يستعين المفهرس بفهارس المكتبات مثل فهرس المكتبة الأزهرية، فهرس دار الكتب المصرية، فهرس دار الكتب الظاهرية بدمشق، فهرس مكتبة الاسكندرية وغيرها من الفهارس الكثيرة لتفادي تكرار فهرسة المخطوطات لتوفير الوقت والجهد، والتقليل من الفهرسة الأصلية.

- مصادر أخرى (الحوليات، كتب التراجم، الخ.) من مثل: الأعلام للزركلي، كشف الظنون لحاجي خليفة، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان وغيرها من الكتب، بالإضافة الى كتب التراجم العمانية.



[1]) المشوخي، عابد سليمان (1989). فهرسة المخطوطات العربية.- الزرقاء، الاردن : مكتبة المنار. ص.20

[2]) الحلوجي، عبد الستار (1989). المخطوط العربي.- ط.2، مزيدة ومنقحة.- جدة: مكتبة مصباح، ص.10

[3]) عمان. الجريدة الرسمية، رقم 136، لعام 1977، ص. 146

[4]) كليب، فضل جميل ؛ فؤاد محمد خليل عبيد (2006). المخطوطات العربية: فهرستها علمياً وعملياُ، عمان: دار جرير، ص. 35

[5]) المشوخي، عابد سليمان (1989). المصدر السابق. ص.27-57

[6]) المشوخي، عابد سليمان (1989). المصدر السابق. ص.20

[7]) عبد الهادي، محمد فتحي (1998). تصنيف المخطوطان العربية. ضمن الندوة الثانية لقضايا المخطوطات، ونشرت في كتاب فن فهرسة المخطوطات، تحرير فيصل الحفيان.- القاهرة: معهد المخطوطات العربية،  ص. 156

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

MARC 21

فهرسة الدوريات

الفهرسة الموضوعية Subject Cataloging