فهارس المخطوطات العمانية ومدى وفائها بمتطلبات الفهرسة الوصفية

تعد المخطوطات العربية ثروة فكرية تعبر عن مدى التطور الفكري والحضاري للأمة العربية والاسلامية، وقد تعرض هذا المخزون الفكري للسلب والنهب والضياع بسبب الفتن والنزاعات الداخلية، والاعتداءات الخارجية، والاوضاع المعيشية التي مرت بها البلدان العربية، ويقاس عليها الاوضاع في سلطنة عمان.

 

ومن أجل الحفاظ على هذا التراث الفكري، اهتمت المكتبات منذ القدم بعملية فهرستها وترتيبها وتنظيمها، وتعتبر مكتبة الحكمة في بغداد من أقدم المكتبات العربية التي وضعت لها فهارس منظمة، بأمر من الخليفة العباسي المأمون، فتاريخ الفهارس في البلدان العربية يرجع الى القرن الثاني الهجري، فكتاب الفهرست للنديم من أوائل الأعمال الببليوجرافية في المجال، جمع فيه المؤلف أسماء الكتب التي عرفها حتى أواخر القرن الرابع الهجري.

 

ففهرسة المخطوطات تمثل أهمية بارزة في المكتبات ومراكز المعلومات، ذلك لأن هدفها تنظيم التراث الفكري المخطوط، بل عنصراً أساسياً من وسائل الحفاظ على المخطوطات بجانب الحفظ والصيانة، والتحقيق والنشر فهي تعتبر حلقة صله بين العناصر الاخرى، التي تؤدي في المطاف للرقي والاستفادة من التراث العربي الاسلامي، بهدف خدمة للمستفيدين والباحثين والدارسين، ولأهمية هذا الموضوع ظهرت الفهارس المطبوعة والإلكترونية.

 

وتزخر سلطنة عمان بعدد كبير من المخطوطات متوزعة في  المكتبات الحكومية والخاصة، فيقارب عددها الى الستين ألف مخطوط شاملة النسخ، وفي حدود ألفي عنوان، حيث أنها تمثل حجم المخطوطات في سلطنة عمان، فوزارة التراث والثقافة ومكتبة السيد محمد بن احمد البوسعيدي وحدهما تضمان ما يقارب خمسة عشر ألف مخطوطة[1]، وحرصت هذه الجهات على إصدار الفهارس التي تسهم بالتعريف والاستفادة من هذه المخطوطات فصدرت الفهارس المطبوعة وكان بدايتها فهارس وزارة التراث والثقافة والتي بلغت ستة فهارس تناولت علوم مختلفة، بالإضافة الى فهارس المكتبات الخاصة والتي عبارة عن سجلات تشتمل على بيانات الفهرسة الغير مكتملة وغير مقننة أو معيارية، والفهارس الالكترونية كفهرس كوكب المعرفة.

 

ومن هذا المنطلق نجد أن فهرسة المخطوطات عملية شاقة وتحتاج إلى مجهود كبير في القيام بها خاصة إذا ما أريد تطبيق المعايير الدولية، التي تضمن التوثيق المقنن، والمعيارية والتوحيد، ونتيجة لتعدد الممارسات في فهرسة المخطوطات تدعو الحاجة للوقوف أمام هذه التجارب بدراستها وتحليلها وتقيمها بهدف وضع تصور للفهرس الوطني الموحد للمخطوطات.



[1]) الشيباني، سلطان بن مبارك (2010). اوضاع المخطوطات في الوطن العربي: المخطوط العماني أنموذجاً. ضمن الندوة الإقليمية حول المخطوطات في الوطن العربي، مسقط، 3-5، أكتوبر، ص.3

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

MARC 21

فهرسة الدوريات

الفهرسة الموضوعية Subject Cataloging