طرق صياغة المدخل في الاسم العربي.
طرق صياغة المدخل في الاسم العربي.
تعددت
طرق صياغة المداخل للاسم العربي في المكتبات ومراكز المعلومات بين مختلف الدول
العربية، بل وصل الأمر حد الاختلاف في مكتبات الدولة، الواحدة وذلك نتيجة لغياب
القائمة الموحدة لمداخل المؤلفين العرب القدامى والمعاصرين سواء على مستوى العالم
العربي ككل أو على مستوى الدولة الواحدة، ولعدم وجود جهة أو هيئة مثل المنظمة
العربية للثقافة والعلوم أو الاتحاد العربي للمكتبات، تتبنى هذا المشروع العربي،
مما أدى الى ظهور محاولات فردية كل واحد يتبنى اتجاهاً مختلفاً عن الآخر في قائمته،
وبالتالي تعدد وتنوع في أشكال المداخل للأعلام العربية .ونتيجة لهذا التباين
والاختلاف فقد صارت المكتبات في عدة اتجاهات وهي:
الاتجاه الأول: المدخل بالصيغة الطبيعية
للاسم (الاسم الشخصي)، وهو على وجهين الأول: اختيار صيغة موحدة ومقننه للاسم، مع
إعداد الإحالات اللازمة من الصيغ الأخرى إلى الشكل المقنن. والثانية: اختيار
المدخل للاسم حسبما يظهر على صفحة العنوان بدون تحقيق، أو تقنين مع إعداد
الإحالات، أو بدونها؛ وقد أدت هذه الطريقة الى مشكلة تتمثل في تشتت مداخل المؤلف
الواحد نتيجة لاختلاف صيغة الاسم على صفحة العنوان من مطبوع الى آخر.
وقد أخذت بهذا الاتجاه مجموعة كبيرة من
المكتبات في العالم العربي، الا أن هذا الاتجاه يصادفه عدد من العيوب منها:
1. تشابه الأسماء نتيجة كثرة استخدام
الأسماء ذات الصبغة الاسلامية دون أخرى، مثل اسم محمد وأحمد وللتعرف عن قرب عن مدى
الإشكال الذي يطرحه الدخول بالاسم الشخصي بالنظر في بعض المصادر والمراجع التي
تناولت الأعلام والمؤلفين العرب، نضرب الأمثلة التالية:
- اتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء
عمان لسيف بن حمود البطاشي.
تم إحصاء عدد مرات استخدام اسم محمد في المرجع
السابق الذي يتكون من 527 اسماً من علماء عمان فوجد مقدار تكرار اسم محمد 88 مرة
بنسبة 16.7%.
- معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة: اعتمد
الاسم الشخصي كمدخل في المعجم فكان عدد مرات تكرار اسم محمد 909 مرات، واسم عبد
486 مرة، وكان مجموع التكرارين للاسمين 1395 مرة بنسبة 33.5 %، من مجموع عدد المداخل
في المعجم.
- مداخل المؤلفين العرب لمحمود الشنيطي
وعبد المنعم فهمي: فقد قام الشنيطي بإحصاء عدد مرات استخدام اسم أو تسمية محمد
وأحمد في القائمة المؤلفة من 832 اسما فوجد مقدار تكرار اسم محمد 218 مرة بنسبة
26.2 % من مجموع الأسماء، أما اسم احمد فتكرر 136 مرة بنسبة 16.4 % من مجموع
الأسماء.
- الأعلام للزركلي: يتضح من خلال كتاب
الأعلام مدى تشابه الأسماء وخاصة اسم محمد حيث نجد أن من اسمه محمد يقع في ثلاثة
مجلدات من السادس الى الثامن بمجموع 580 صفحة.
- مداخل المؤلفين والأعلام العرب حتى
عام 1215هـ- 1800م لفكري الجزار، تكرر اسم محمد 618 مرة، وأحمد 276 مرة، وعلي 171
مرة، وعبد الله 118، عبد الرحمن 72 مرة من مجموع المداخل 2451.
- معجم أعلام الاباضية لمحمد صالح ناصر،
سلطان بن مبارك الشيباني، فكان تكرار اسم محمد 187 مرة والأسماء التي تبدأ بلفظة
عبد مضافة إلى لفظ الجلالة تكررت 116 مرة
بنسبة 19 % تقريباً من مجموع الأسماء 1554.
ونتيجة هذا التشابه أصبح الاسم الشخصي
لا يميز الشخص بذاته، وبالتالي أصبح من العسير استخدامه كمدخل، ومن الممكن اعتماد
هذا الاتجاه للمشاهير من الأعلام مثل: عثمان بن عفان، عمر بن الخطاب، عنترة بن شداد.
2. كثير من المؤلفين العرب القدامى لا
يعرفون بأسمائهم الشخصية، ولكن يعرفون أكثر بالكنية أو اللقب أو النسبة.
الاتجاه الثاني: قلب الاسم بحيث يكون
عنصر المدخل هو الاسم الأخير من الاسم. وهذا الاتجاه معمول به في المكتبات الغربية
حيث أنها تحتفظ باسم العائلة. إلا أن الكثير من الأسماء العربية يصعب التعرف على
اسم العائلة بها أو غير موجود وخاصة الحديث منه، ففي كثير من الأحيان يقتصر الاسم
الحديث على اسمين مثل: طه حسين، أحمد شوقي، وهذا يشكل عدة احتمالات فمن الممكن أن
يكون الجزء الثاني للاسم ليس اسماً للعائلة وإنما المؤلف قد اشتهر بهذين الجزأين
فقط من اسمه، ففي الأسماء المركبة قد يدل أحدهما على الاسم الشخصي والثاني على اسم
الأب، والبعض الآخر يدل العنصران على الاسم الشخصي، حيث يكون الاسم مركباً من هذين
العنصرين، فالجزء الثاني صفة للاسم الأول .
الاتجاه الثالث: تقسيم الأسماء العربية
الى قديم وحديث، وذلك بتحديد سنة معينة لتكون فاصلاً بين القسمين: وفي هذا ظهرت
عدة تصورات احدها اعتماد سنة 1800 كحد فاصل بين الاسم القديم والحديث، بحيث يكون
عنصر المدخل بالجزء الأشهر للأسماء العربية القديمة العائدة إلى ما قبل عام 1800، وذلك
لأن القارئ غالباً يتذكر اسم الشهرة للأسماء العربية القديمة، بسبب طول الاسم، أما
الأسماء العربية الحديثة بعد سنة 1800 فتدخل بالصيغة الطبيعية، وذلك لأن القارئ
يتذكر الأسماء العربية الحديثة بكاملها، وبوضعها الطبيعي، نظراً لقصر الاسم، فهو
عادة يتألف من جزأين، الاسم الشخصي واسم الأب، مثل طه حسين، أحمد شوقي، علي مبارك.
ويوجد برأي آخر، وذلك باعتماد سنة 1900م
سنة الفصل بين القديم والحديث، على أساس أن العصر الحديث في معظم الدول العربية هو
القرن العشرون، ومن ثم يدخل القرن التاسع عشر بالنسبة للاسم العربي في نطاق
القديم، وعلية يكون المؤلف الذي تاريخ وفاته حتى 1900 مؤلفاً قديماً. فتدخل
الأسماء القديمة باسم الشهرة والأسماء الحديثة بالصيغة الطبيعية كما وردت على صفحة
العنوان مع إعداد الإحالات اللازمة عند الضرورة.
الاتجاه الرابع: يرى بأن يكون عنصر
المدخل في الاسم العربي (قديما وحديثا) بجزء الشهرة الذي يعرف به الشخص، سواء كان
الاسم الشخصي أو النسب أو النسبة أو الكنية أو اللقب، وكثير من المكتبات تأخذ بهذا
المبدأ منها المكتبة الظاهرية بدمشق، المكتبة الوطنية اللبنانية في بيروت،
والمكتبة المركزية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة.
وجميع المؤتمرات العربية التي عقدت في
تونس سنة 1984، ومؤتمر الرباط سنة 1985، ومؤتمر الرياض سنة 1973 بشأن الكتاب
العربي وطريقة فهرسته باعتماد مبدأ تطبيق الشهرة في اختيار عنصر الاسم الذي يعتبر
مدخلاً.
ومن مميزات استخدام اسم الشهرة وخاصة
للاسم القديم:
أن الباحث يجد من السهولة بمكان تذكر
الجزء الأشهر من الاسم القديم، ولكنه يصعب عليه تذكر الاسم القديم بأكمله، بسبب
طوله وتشعبه، وبالتالي فان استخدام الجزء الأشهر يسهل من عملية الاسترجاع لدى
الباحث في الوقت الحاضر.
وترتبط هذه الطريقة ببعض العيوب منها:
1. أن عنصر الشهرة ليس عنصراً أساسياً
من عناصر الاسم العربي، وبالتالي ليس لجميع الأسماء العربية القديمة اسم الشهرة.
2. لا يوجد اتفاق بين المصادر المرجعية
في تحديد عنصر الشهرة للأسماء القديمة، فتجدها تختلف في تحديده.
3. صعوبة تحديد عنصر الشهرة للأسماء
العربية الحديثة، لعدم توفر المصادر المرجعية بذلك، ولاختلاف طبيعة الاسم العربي
الحديث.
الاتجاه الخامس: يرى بأن يكون المدخل
الرئيسي للأعمال بالعنوان، وأن تلغى مداخل الأسماء. وفي هذا الاتجاه هضم لحقوق
المؤلفين، وذلك بإبعاد مؤلفه عن المسؤولية الفكرية، ويؤدي إلى تناسي مؤلف الكتاب
ويحل محله العنوان، بالإضافة الى أن جمهور القراءة يتابع مؤلفاَ معيناً دون أن
تعرف عناوين مؤلفاته.
تعليقات