الفهارس الوطنية

الفهارس الوطنية الموحدة عبارة عن اندماج مجموعة من المكتبات على المستوى الوطني أو الإقليمي لتشكيل واجهة واحدة تهدف الى خدمة المستفيد، وتوحيد الجهود. وتمثل الفهارس الوطنية الموحدة ضرورة قصوى تفرضها الظروف الاقتصادية والمعطيات التكنولوجية والاحتياجات المتزايدة من قبل المستفيدين في تقديم خدمات معلومات أكثر كفاءة وفعالية، ولأنها تؤدي دور مهم في التعريف بالإنتاج الفكري، والاستفادة منه، وتساهم في تحقيق التعاون والتشارك المعرفي، وتخفيض تكاليف البناء والصيانة للفهارس، وكان الاهتمام بالفهارس الوطنية منذ خمسينيات القرن الماضي بظهور الفهرس الوطني الموحد بالولايات المتحدة الامريكية، والفهرس الوطني للمكتبة البريطانية وغيرها من الفهارس، وظهور فهرس مركز المكتبات المحوسبة على الخط المباشر المعروف باسم أو سي إل سي (OCLC) في الولايات المتحدة الأمريكية،وأما على المستوى العربي جاء الاهتمام بها متأخراً، فظهرت عدة محاولات من اهمها مشروع الفهرس العربي الموحد والذي أخذ طابع إقليمي يشمل كافة الدول العربية يهدف للتعريف بالإنتاج الفكري العربي، وتيسير الاستفادة منه، ووضع المعايير الكفيلة بإدارته وتنظيمه.

وتوجد الكثير من المعايير والمقاييس التي على ضوئها يتم تقييم الفهارس الوطنية سواء تللك المتعلقة بتحقيق رغبات المستفيدين، وتحقيق تطلعاته بتوفير خدمات المعلومات التي تمتاز بالجودة والمعيارية، من خلال توفير مصادر المعلومات في واجهة واحدة توفر له الوقت والجهد. أو تلك المتعلقة ببناء الفهارس الوطنية من خلال التسجيلات الببليوجرافية والاستنادية ومدى تطبيقها للمعايير والمواصفات الدولية، كمعيار مارك 21 وغيرها من المعايير ذات العلاقة. ومن التوصيات الدولية في هذا الشأن مجموعة المبادئ والتوصيات التي خرجت بها لجنة العمل المشكلة من الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات ومؤسساتها IFLA ، والمتعلقة بشاشات عرض التسجيلات الببليوجرافية ومضمونها، ومدى تحقيق رغبات المستخدم, والمضمون الببليوجرافي وطرق تنظيمه، والتوحيد القياسي. ومن المعايير التي يمكن أن يستفاد منها في تقييم كفاءة الفهارس الوطنية تطبيق بروتوكول Z39.50للبحث والاسترجاع عبر الانترنت الذي يتيح للمستفيد البحث عن مصادر المعلومات في عدة قواعد بيانات باستخدام واجهة بحث واحدة.